إسرائيل والأراضي المحتلة: معاناة المدنيين في غزة على نطاق مدمر بعد عامين من الصراع

لقد أثرت سنتان من الأعمال العدائية المكثفة بشكل عميق على غزة وسكانها، حيث قُتل أو جُرح أو فُقد عشرات الآلاف من المدنيين. ويعيش العديد منهم في ظروف صعبة وسط الأنقاض أو في مخيمات مكتظة.

إن مقياس الدمار المروع يعني أن معظم سكان غزة قد فقدوا أحباءهم أو منازلهم أو سبل عيشهم – وفي بعض الحالات الثلاثة معاً. ومع تأثر أكثر من 80 في المئة من السكان بأوامر الإخلاء، يتم دفع المدنيين إلى مناطق أصغر حيث يكون الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والماء والدواء محدودًا بشدة. أصبح البحث في الأنقاض عن مرتبة لإنقاذها، والتسابق للحصول على مساعدات غذائية، والانتظار لساعات في طابور لاستخدام مرحاض، هو الوضع الجديد الطبيعي، مما يحرم الناس من أي بقايا للكرامة.

الطرق المؤدية إلى جنوب غزة مزدحمة ومتضررة، مع وجود عدد قليل جدًا من المركبات العاملة المتاحة لنقل عشرات الآلاف من الناس خارج مدينة غزة. عند وصولهم، يُترك الكثير من الناس للنوم على جوانب الطرق حتى يتمكنوا من إيجاد مأوى. لا يوجد مساحة كافية أو خيام لإيواء الأشخاص القادمين من الشمال.

لقد عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر معًا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وشركاء إنسانيين آخرين لتوفير المساعدات الإنقاذية على مدى العامين الماضيين. ويشمل ذلك توصيل الأدوية إلى المستشفيات، وتوفير المستلزمات لمرافق الخبز في الأحياء، وإصلاح أنظمة المياه والصرف الصحي التالفة. كما تدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أحد المرافق الطبية القليلة العاملة بكامل طاقتها، مستشفى رفح الميداني، الذي يستمر في استقبال تدفقات المصابين والمرضى.

غالبًا ما يأتي عمل العاملين في المجال الإنساني بتكلفة شخصية كبيرة، ومع ذلك. لقد قُتل أكثر من 30 من الموظفين والمتطوعين من حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية منذ أكتوبر 2023. وقد اضطرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخرًا إلى تعليق عمليات مكتبها في مدينة غزة مؤقتًا ونقل الموظفين إلى مكاتبها في جنوب غزة لضمان سلامة الموظفين واستمرارية العمليات.

إن وقف الأعمال العدائية أمر ضروري وعاجل. يجب احترام القانون الإنساني الدولي. وهذا يشمل حماية المدنيين، سواء بقوا في مدينة غزة أو غادروها. إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة بضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية. يجب احترام وحماية الأفراد الطبيين والوحدات ووسائل النقل، فضلاً عن أفراد الدفاع المدني. يجب السماح بمرور المساعدات الإنسانية بسرعة وبدون عوائق عبر قطاع غزة.